الجذور التاريخية لتسمية البربر أنفسهم "أمازيغ" ،عكس مايروج على أنه إسم مستحدث
يشيع البعثيين في شمال إفريقيا على أن تسمية البربر أنفسهم بأمازيغ تزوير للتاريخ و يدعون أن لقب إيمازيغن لقب مستحدث من قبل فرنسا أو الأكادمية البربرية , ضاربين الأسانيد التاريخية لهذا الإسم عرض الحائط, مستمرين في حملتهم في تشويه و تشكيك العوام من الناس في كل ماهو أمازيغي إلى حد التشكيك في إسمهم تاريكين المنطق و التاريخ في الجانب مستعملين الخطابات العاطفية و أحيانا لما لا نقول غالبا يزورون التاريخ و يستعملون الكذب و الخداع من أجل قضاء مصالحهم و بدو الإطالة ففي هذا المقال سنرد عليهم و سنثبت بالدليل عراقة و أصالة هذا الإسم الذي يحمل معاني النبل و الشهامة في اللغة الأمازيغية
فإيمازيغن في اللغة الأمازيغية جمع مفرده: أمازيغ و هو الإسم الذي يسمي به "البربر" أنفسهم و مؤنث أمازيغ هو "تمازيغث"و يطلق على اللغة و على المرأة الأمازيغية و معنى إسم أمازيغ في اللغة البربرية "الرجل الحر" و مشبع بمعاني النبل و الشهامة و الرجولة، وذالك بسبب إعتزاز الأمازيغ بأنفسهم حيث أنهم إتخذوا إسمهم عنوانا للعزة و الكرامة كما هم عليه
تسمية البربر أنفسهم ب"إمازيغن"ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ ضاربة في القدم، و ليس مستحدثا من قبل الأكادمية البربرية التي أسسها المجاهد في صفوف جبهة التحرير الوطني في الجزائر و مجموعة من المثقفين الأمازيغ أغلبهم من منطقة القبائل، عكس ما يدعي أعداء الأمازيغ و الأمازيغية،
إذ بإسم "أمازيغ" عرف "البربر" أقدم المؤرخين، و عرفهم بها أقرب جيرانهم إليهم و هم المصريون القدماء، مع تحريف لإسمهم في النطق ثم في الكتابة، و لهذا التغير مبرراته، حيث كان المصريون في عهد "رعامسيس" الثالث يوسمونهم "ماشوش" لأن اللغة المصرية في ذالك الوقت تقلب الزاي شينا و الغاء شينا أيضا بعد قلبه خاء، و تفصل في الكتابة بالواو الفارقة بين الحرفين المتجانسين. وقد ذكر المؤرخ اليوناني "هيكاتايوس-Hekataios" إيمازيغن في القرن السادس قبل الميلاد بإسم "مازيس-Mazyes"، و ذكرهم أيضا "هيروضوتوس-Herodotos" في القرن الخامس قبل الميلاد بإسم "ماكسييس-Maxyes".
أما المؤرخون اللاتنيون أوردو الإسم نفسه لكن محرف إلى "مازاكس-Mazax" أو إلى "مازيكس-Mazikes" و هي أسماء جموع بمعنى واحد أطلقوها على الشعب النوميدي.
و السؤال الذي يطرح نفسه الأن هو : هل الأكادمية البربرية كانت موجودة حينها ؟!
و بعد ذالك إختلط على المؤرخين الأمر و منهم هيروضوتوس، فصارو يسمون إيمازيغن تارة بإسمهم هذا محرف قليلا أو كثيرة. و تارة بإسم "ليبي-Libye" و هذا الإسم يدل في شعر "هوميروس-Homeros" للمنطقة الممتدة من تخوم مصر القديمة شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، و لما أنشئت المستعمرات الفينيقية على شواطئ إفريقية الشمالية و إزدهرت و لفتت أنظار اليونان و الرومان إلى الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، أخذ الكتاب الإغريق و الاتينيون يسمون الأمازيغيين بصفة عامة ب "الأفارقة" و يصنفونهم إلى ليبيين و نوميديين و موريين، إنطلاقا من الشرق و إنتهاءا بالغرب، و كان منهم من يخلط بين هذه الأسماء.
و ننقل أيضا عن الجنرال دوماس قوله عن أصل الأمازيغ حيث أنه فند الأصل العربي للبربر رغم أن هذا ليس موضوعنا إلى إنه أشار في قوله إلى أصالة تسمية "أمازيغ" و ربطها بإسم "مازيغ بن حام بن نوح حيث قال : "أحد أعقاب حام يسمى مازيغ و إلى يومنا مزال "البربر" يسمون أنفسهم أمازيغ ألا يكون تواطؤ هذه الأعلام مفتاحا لأصل الأمازيغ؟!،"
و أمام كل هذه الدلائل التي قدمناها على أصالة تسمية البربر أنفسهم ب "أمازيغ" فمذا قدم البعثيين أعداء الأمازيغية من دبراهين لإثبات إدعائهم المزيف غير الغير العبارات الإنشائية المدغدغة للعواطف ضاربين بها التاريخ و المنطق عرض الحائط ضاحكين بيها على عوام الناس.
المصادر:
-محمد شفيق كتاب ثلاثة و ثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين" بتصرف".
-مصطفى أعشي، كتاب أحاديث هيرودوت عن الليبيين (الأمازيغ).
-طاهر الميلي كتاب تاريخ الجزائر في القديم و الحديث
-Scylax, Le Maroc chez les autres anciens p18
-César, La guerre d'Afrique p4
-Ency.Ber
-Dictionnaire latin
مواضيع أخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق